الظاهر أن التأثير المتبادل بين المغرب والأندلس
يشكل إحدى أهم محاور تاريخ الغرب الاسلامي في العصر الوسيط. فالتأثير الاندلسي
يتمظهر داخل المدن والقرى المغربية بطريقة يمكن معها القول أن مكونات الثقافية
والحضارية الأندلسية تشكل جزءا من المظهر الثقافي المغربي، فالموحدون أصحاب مدرسة
في فن العمارة وفي الزخرفية من أهم تعاليمها التبسيط بقدر الامكان من التكوينات
الزخرفية وتجريد "التوريقات" من عناصر حية وطبعها بطابع الورع الذي يعكس
اتجاههم الإسلامي حظيت مراكش والرباط وغيرها من المدن المغربية بكثير من المنشآت
الموحدية وقد أولى الخليفة عبد المومن
( 487 هـ- 558 هـ، 1094 م - 1163م) اهتمامه بالبناء
والتعمير ومن ذلك انشاءه لمدينة الفتح وبجانب ذلك انشاؤه لكثير من المساجد والقصور
في أنحاء مختلفة من البلاد وقد جرى خلفاء الموحدين على سياسة المرابطين وهي
الاستعانة بخبرة اهل الأندلس وبرزت أسماء أندلسية كأحمد بن باسة الذي استعان به
الموحدون في كثير من أعمال البناء. والحاج يعيش المالقي الذي اشترك في بناء الحصن
جبل طارق، وكان المنصور الموحدي يستخدم أسرى الأندلس في أعمال البناء بعاصمته
وأثمرت الخبرة الأندلسية تمرتها بأرض المغرب الأقصى، وظهرت تلك المنشآت والأبنية
كجامع القرويين جامع تلمسان ثم جامع الكُتبية وجامع القصبة بمراكش وجامع حسان
برباط الفتح وقصبتها .
جامع القرويين
جامع القصبة في مراكش